ياااا الله !!! طالت بنا السنين على هذا الحال و ما تغير منا شيء ..
لطالما أراح البحر النفوس و منحهم السكينة ..
لكنه ما إن يقربني حتى يغمر نفسي بالكآبة و الكدر ..
لا أدري ما ذاك السبب الخفي الذي يغمرني بالقنوط مع أمواج البحر ..
و لا أدري ما سبب ذلك الحب الغريب الذي يجتذبني إليه رغم الألم ..
حالي كالفراشة تعشق النور و لا تستكين حتى تحترق جناحاتها ..
ليتني أتعلم أن أحب ما هو لي .. فقط ..
حتى و إن فات الأوان !!
هنا موطن النوارس التي لا تملك إلا أن تشي بالجرح في عيني الدامعة ..
تتحدى صبري بأزيزها المشابه لصراخ فؤادي الملتاع ..
و تمدني بالمزيد من الاحتراق مع رذاذ المياه المالحة ..
هنا .. أتيت أنعي حبي على أكتاف الرحيل ..
و أدفن لوعتي بين زرقة الماء المكدر بالهيجان، و صخور الشاطئ الغارقة في الأسرار
و الرمال الذهبية التي تفقد بريقها مع الغروب كل يوم ..
فتخلع رداء التصنع عنها بالبهجة، و ترتدي ثوب القنوط مع متسولي الفرح في الليالي الظلماء ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تتلاطم الأمواج أمام ناظري و في الصدر مثلها من تلاطم أنواع العذاب .. مرارة الغياب تسقيني علقم الوحشة بكؤوس من حنين .. ثم تنتهي فجأة الرحلة بحلول موعد الانطلاق .. و هنا أكتب اسمي على الزبد حتى يخلد الذكرى بطعم الملح الأجاج .. مع الرذاذ المتطاير في الفضاء دون رجعة .. ليحمل الألم حيث حل و ارتحل .. و ينقضي الاسم بذكراه فلا يدرك معناه سواي .. حين أصير كتلة من لا شيء تمنت يوما ما أن تعيش بما ليس لها فيه حق .. فعادت للأصل في العدم و تلاشت كأن لم تكن قط .. و أكتب اسمك على روحي ثم أخفيك بالجوارح عن العيون .. فلا يتألم بذكراك سواي .. و لا يدرك حياتك في داخلي إلاي .. و لا تموت لحظاتي الغالية معك مهما ماتت الساعات و الأيام و مرت السنين ..
اشتقت لكل شيء .. من المخطئ لا أدري ..
ربما لا أحد .. كل ما في الأمر أننا نستقبل النوائب بصمود التضحية ..
و نحن نظن أنفسنا نحسن صنعا .. بينما نكتوي بنيران الجراح فلا تفارقنا أبدا ..
النسيان .. اغتيال للذات .. فإن شئت أن أنساك نسيت نفسي معك ..